بعد شهر واحد من حريق المبنى التاريخي لمجلس الشورى بالقاهرة
نقلا عن موقع ايلاف —————————————————————————–
بعد شهر واحد من حريق المبنى التاريخي لمجلس الشورى بالقاهرة
حريق هائل يلتهم المسرح القومي المصري الأكبر والأقدم بالمنطقة
نبيل شرف الدين من القاهرة: كارثة جديدة كانت بانتظار مصر قبل لحظات من رفع آذان المغرب إيذاناً بالإفطار، حيث اندلع حريق هائل بالمسرح القومي بمنطقة العتبة وسط القاهرة، وشبت النيران في القاعة الكبرى للمسرح الأكبر والأقدم في مصر، حيث أتت على كافة محتويات القاعة بالكامل، كما انهارات أيضاً القبة الرئيسية للقاعة الكبرى، وقد توجهت سيارات الإطفاء في محاولة للسيطرة على النيران وإخمادها، بعد أن استمر الحريق قرابة ساعتين وسط محاولات مضنية من قبل قوات الإطفاء للسيطرة على هذا الحريق الهائل
وعلى الرغم من أن ألسنة اللهب وأعمدة الدخان الكثيفة مازالت تتصاعد من مبنى المسرح القومي المصري وسط العاصمة المصرية، فقد صرح اللواء شريف جمعة مساعد وزير الداخلية المصري للشرطة المتخصصة بأن قوات الاطفاء تمكنت من السيطرة على الحريق الذي اندلع في المسرح القومي، وتجري حاليا عمليات تبريد المناطق التي تضررت من الحريق، وقال انه لا توجد أي خسائر في الارواح نتيجة هذا الحريق، ورجح أن يكون السبب في اندلاعه ماس كهربائي وقع بإحدى قاعات المسرح الذي يعد تحفة معمارية وأثرية .
وأضاف انه يجري حاليا حصر التلفيات الناجمة عن الحريق وتحديد حجم الخسائر، وقد انتقل إلى مكان الحريق فاروق حسني وزير الثقافة لمتابعة عمليات الاطفاء، كما انتقل اشرف زكي نقيب الممثلين الى مكان الحريق لمتابعة جهود عمليات الإطفاء .
ومضى اللواء شريف جمعة قائلاً إن الحريق الذي اندلع قبل انطلاق مدفع الإفطار بنحو عشر دقائق، وبدأ بالستارة الخاصة بالمسرح، وأضاف أن قوات الإطفاء المجاورة للمسرح انتقلت إليه على وجهالسرعة.
وتقع الإدارة الرئيسية للحماية المدنية بالقاهرة في ميدان العتبة على بعد خطوات من مبنى المسرح .
وأشار اللواء جمعة إلى أن الشظايا التى تطايرت من المبنى أثناء الحريق سقطت على سطح منزل مجاور بميدان العتبة، مؤكدا أنه تم السيطرة على الحريق الذي نشب فى المخلفات الموجودة أعلى سطح هذه البناية .
ويأتي هذا الحريق بعد نحو شهر واحد من حريق هائل آخر أتى على المبنى التاريخي لمجلس الشورى المصري، والذي استمر ساعات طويلة وراح ضحيته رجل إطفاء لقي مصرعه فضلاً عن إصابة العديد من العاملين ورجال الإطفاء، وسط اتهامات من قبل المراقبين والصحف المحلية بشأن مدى توافر التجهيزات الكافية لمواجهة الحرائق في المباني التاريخية والأثرية الهامة التي تعج بها القاهرة ومدن مصر الأخرى .
المسرح في مصر
وعرفت مصر فن المسرح منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر عن طريق التفاعل مع أوروبا، وكذلك تطوير الأشكال المسرحية الشعبية التي عرفتها مصر قبل هذا التاريخ .
ودخل المسرح الحديث مصر مع الحملة الفرنسية على مصر عام 1789 بقيادة نابليون بونابرت فتكونت فرقة “الكوميدي فرانسيز” وفي عام 1869 شيد الخديوي إسماعيل المسرح الكوميدي الفرنسي ودار الأوبرا، وأعدهما لاستقبال الوفود المشتركة في الاحتفالات الأسطورية التي أقامها لضيوفه بمناسبة افتتاح قناة السويس، كما شيد الخديوي في تلك الفترة مسرحا ً أخر في الطرف الجنوبي من حديقة الأزبكية المطل على ميدان العتبة عام 1870 ، وعلى هذا المسرح ولد أول مسرح وطني، وشهد هذا المسرح عام 1885 م أول موسم مسرحي لفرقة ابو خليل القباني بالقاهرة، كما قدمت فرقة اسكندر فرح وبطلها سلامة حجازي أشهر أعمالها على نفس المسرح من العام 1891 إلى 1905، وكان عام 1905 هو أول موسم لفرقة الشيخ سلامة حجازي على تياترو الازبكية .
ومع تنامي المطالبات الوطنية باستقلال مصر وإنهاء الاحتلال البريطاني تزايدت المطالبة أيضاً بإنشاء مسرح قومي حتى جاء 1921م لافتتاح المسرح القومي بأربع مسرحيات دفعة واحدة بمعدل يومين لكل مسرحية